الفرق بين الحب والإعجاب خلال فترة الخطوبة

الحب هو شعور عميق ينمو في قلب الإنسان، يثير المشاعر ويشعل الأحاسيس. إنه يتجاوز مجرد الانجذاب لشخص معين، ويستمر مع الزمن حسب طبيعة العلاقة. أما الإعجاب، فهو شعور سطحي ومؤقت قد يختفي عندما تتعرف على الشخص بشكل أعمق أو عندما يتغير السياق الذي أدى إلى هذا الشعور. إذا كنتِ ترغبين في فهم الفرق بين الحب والإعجاب خلال فترة الخطوبة، تابعي القراءة في السياق التالي!
جدول المحتويات
الإعجاب بوابة للحب

توضح استشاري العلاقات الإنسانية إيناس مدكور أن الحب والإعجاب هما مشاعر ترتبط بالعلاقات الرومانسية، لكن يمكن أن يُشعَر بهما أيضًا تجاه الأصدقاء أو حتى المشاهير. الحب عادةً يعبر عن مشاعر قوية من المودة والارتباط تجاه شخص معين، ويشمل عادة روابط عاطفية عميقة ورغبة في الالتزام على المدى الطويل. يمكن أن يظهر الحب في صور مختلفة مثل الحب الرومانسي أو الحب العائلي. أما الإعجاب، فإنه غالبًا ما يكون شعورًا سطحيًا، يتركز في صفات معينة في الشخص الآخر مثل الذكاء أو الجمال أو إنجازاته أو مظهره. ويكون الإعجاب غالبًا مرتبطًا بهذه السمات السطحية التي يرى الشخص أنها جذابة. وقد يكون الإعجاب بوابة للحب، ولكنه قد يبقى في مرحلة الإعجاب دون أن يتطور إلى ما هو أكثر من ذلك.
اختلافات بين الحب والإعجاب خلال فترة الخطوبة
توضح إيناس مدكور أن فترة الخطوبة هي مرحلة يتعارف فيها الرجل والمرأة استعدادًا للزواج، وهي فترة شرعية تسبق عقد الزواج الفعلي. في هذه الفترة، ينمو الإعجاب والتعارف بين المخطوبين، ويُسعى لتحقيق المودة والألفة والسكينة بينهما. كما يُتيح لهما الفرصة للتأكد من مدى توافق أفكارهما وخططهما المستقبلية. ورغم أن الإعجاب والحب هما شعوران مختلفان، إلا أن هناك بعض أوجه التشابه بينهما خلال فترة الخطوبة.
الحب
الحب هو شعور داخلي عميق يتطور مع مرور الوقت، ويقوم على الاحترام المتبادل والثقة والتقدير بين الخطيبين. إنه شعور ثابت يستمر لفترة طويلة، ويتميز بالتركيز الكامل على الشخص الآخر، ويتطلب التفاعل المتبادل والاستثمار العاطفي من كلا الطرفين. الحب هو حالة وجدانية راقية ترفع من مستوى الإنسان وتجمّله، كما تهذبه وتمنحه لطافة. يساهم في نقل الشخص إلى عالم آخر مليء بالمشاعر والأحاسيس الجميلة التي تسعد النفس، فيشعر وكأنه أسعد شخص في العالم عندما يكون بالقرب من حبيبه. فابتعاده يسبب له الألم، بينما يبعث اقترابه السعادة في قلبه. يمكننا القول إن الحب يتجاوز الإعجاب بشكل كبير، فهو يتضمن ارتباطًا عاطفيًا عميقًا، مودة، تفاهمًا، تعاونًا، واستعدادًا للتضحية عن طيب خاطر من أجل الشخص الآخر.
الإعجاب
قد يشعر الخطيبان أو أحدهما بانجذاب أو إعجاب في البداية، وهي مرحلة أولية في العلاقة بينهما، وقد يتطور هذا الإعجاب إلى حب بمرور الوقت. ومع ذلك، يمكن أن يختفي هذا الانجذاب والإعجاب فجأة دون أي إنذار مسبق، وذلك لأنه لا يرتقي إلى مستوى الحب العميق. فالإعجاب يقتصر على الانجذاب لشخص ما بسبب خصائصه المميزة أو تصرفاته الجذابة، ويمكن أن ينشأ بسبب الشكل الخارجي أو الذكاء أو الشخصية. كما أن الإعجاب غالبًا ما يكون شعورًا سطحيًا، قد ينتهي بسرعة بعد فترة قصيرة، ويقتصر في أغلب الأحيان على طرف واحد فقط.
علامات ودلائل تشير للحب في فترة الخطوبة
تختلف علامات ودلائل وإشارات الحب عند الرجل الخاطب عنها لدى الفتاة المخطوبة، لكنها تشترك بنقاط وتلتقي في مساحات تعبر عن صدق مشاعر الحب تجاه المحبوب ومن هذه العلامات:

التوتر والارتباك
عند رؤية الشخص الآخر أو المحبوب، قد يشعر الشخص بتلعثم وحماس شديد، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك العاطفي والحيرة، حيث يعجز عن ترتيب أفكاره بسبب رغبته في كسب قلبه والتحقق من مشاعره تجاهه، وهل هي مشاعر متبادلة بينهما أم لا؟
السعي إلى التقرب
يحرص الخطيب دائمًا على التواجد في الأماكن التي يتواجد فيها المحبوب، ويسعى جاهدًا للتقرب منه بكل الطرق الممكنة. كما يلاحظ تصرفات الأشخاص المحيطين به ويشعر بقلق شديد إذا تغيبت عنه حتى ولو ليوم واحد، فيسارع في الاتصال للاطمئنان. أحيانًا، يتخذ الخطيب طرقًا طفولية ومضحكة، مثل الطفل الذي يسعى لجذب انتباه شخص ما.
التفكير بعمق
يتطلب التفكير في الشخص الآخر بتعقل وحكمة وواقعية، مع التركيز على مدى التوافق بينهما. كما يتطلب النظر في الجوانب الحياتية الأوسع من مجرد مشاعر وعواطف عابرة، كما يحدث في حالة الإعجاب.
الاهتمام الزائد
الاهتمام يعد من أهم معايير الحب، حيث يظهر بشكل واضح تجاه المحبوب. يتجسد ذلك في التحدث معه، الإنصات له، التقرب منه ومن أصدقائه والمقربين إليه. يهتم بشؤونها ويعمل جاهدًا للتواصل معها وقضاء الوقت برفقتها. كما يشعر بالغيرة عليها من الآخرين.
علامات ودلائل تدل على الإعجاب في فترة الخطوبة
كثرة التحديق
يسعى الشخص المحب لجذب انتباه الطرف الآخر، ويعمل على إثارة إعجابه من خلال النظر إليها بعناية، والتحديق فيها أثناء حديثها، مع الانتباه لتفاصيلها الخارجية والشخصية ورفق النظرات بابتسامة. ومع ذلك، يظل هذا الاهتمام محدودًا وعابرًا. وهذا يجعل المرأة تشعر بإعجاب الرجل بها واهتمامه وتركيزه عليها، خاصة إذا كان هناك نساء أخريات حولها، حيث تدرك أنه يوليها انتباهه وتفرده بالتركيز.
الابتسامة المستمرة
أثناء تواجد الخطيب مع خطيبته أو في حضورها، تلاحظ أن الابتسامة لا تفارق وجهه، مما يعكس بوضوح سعادته برؤيتها أو بوجوده معها في نفس المكان.
نبرة الصوت العاطفية
يتعمد بعض الرجال استخدام نبرة صوت رقيقة أثناء حديثهم مع المرأة، علمًا منهم أن المرأة كائن عاطفي يتأثر بهذه النبرة الصوتية. وعندما يستخدمها مع خطيبته، فإنه يخاطب الجانب العاطفي في شخصيتها.
الاندفاع في الحديث
قد يندفع الرجل في الحديث مع الفتاة، ويختلق مواضيع للنقاش بينهما لفترة قصيرة، بهدف التقرب منها والتعرف إليها بدافع الفضول والانجذاب لشكلها أو شخصيتها أو وضعها الاجتماعي والاقتصادي. وعندما يحاول الاقتراب فكريًا منها، فإن ذلك قد يشير إلى بوادر إعجاب منه تجاه الشخص الآخر.