كيف أتخلص من شعور الغيرة على صديقتي
الغيرة هي شعور طبيعي يحدث عندما يشعر الشخص بوجود تهديد قد يؤثر على علاقته مع شخص يهتم به. قد تنشأ الغيرة نتيجة للشعور بعدم الأمان أو الخوف من المنافسة، حتى بين الأصدقاء. ونظراً لقوة هذه العاطفة، قد يكون من الصعب السيطرة عليها، مما قد يدفع البعض إلى التصرف بطرق تؤذي علاقاتهم وصداقاتهم.
جدول المحتويات
نصائح حول كيفية التعامل مع الغيرة
تجربة الغيرة في الصداقة أمر شائع، خاصة في العلاقات الوثيقة التي تحمل أهمية كبيرة. الطريقة التي تتعاملين بها مع مشاعر الغيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على شدتها ومدة استمرارها، وكذلك على تأثيرها على صداقتك. إليك بعض النصائح للتعامل مع الغيرة ومنعها من التأثير سلبًا على علاقتك بصديقتك:
تقبل أفكارك ومشاعرك الغيرة
غالبًا ما لا يكون بذل الكثير من الجهد في محاولة إيقاف أو تغيير أو قمع فكرة أو شعور سلبي أمرًا ناجحًا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالإحباط والإرهاق وأحيانًا يزيد من العواطف السلبية. كما أن الحكم على نفسك بسبب مشاعر الغيرة يمكن أن يزيد الأمور تعقيدًا، حيث يضيف الخجل والشعور بالذنب والغضب إلى الموقف.
لا تغذي الشعور بالغيرة
الاجترار هو أحد العادات السلبية التي يمكن أن تعزز مشاعر الغيرة وتجعل الشخص أكثر عرضة للقيام أو القول بأشياء يندم عليها لاحقًا. تكرار الأفكار الغاضبة والغيرة والسلبية والتركيز عليها يعد من أبرز الأسباب التي تزيد من حدة الغيرة. مثل هذه الأفكار تغذي المشاعر السلبية، مما يجعلها أكثر قوة واتساعًا.
تحديد مخاوفك وانعدام الأمان الكامنة لديك
الغيرة غالبًا ما تكون مرتبطة بالمخاوف وانعدام الأمان المرتبط بنفسك أو بعلاقتك بالآخرين. من خلال تحديد هذه المخاوف، يمكنك فهم مصدر غيرتك بشكل أفضل ولماذا تظهر في مواقف معينة.
بعض الأمثلة على هذه المخاوف تشمل:
- الخوف من أن يتم استبدالك
- القلق من أن يتم التخلي عنك
- المخاوف من التعرض للخيانة أو الأذى
- الشعور بعدم الأمان بشأن قوة صداقتك
- الشعور بعدم الجدارة أو عدم الحب أو الشعور بأنك “أقل من”
- عدم الشعور بالتقدير أو الأولوية من قبل صديق
- القلق بشأن فقدان الثقة أو التقارب
الفصل بين التهديدات الحقيقية والخيالية
في بعض الأحيان، تنشأ الغيرة استجابة لتهديدات حقيقية، مثل مشكلة في الثقة أو تعارض في العلاقة، وفي هذه الحالة قد تحتاجين إلى معالجة هذه القضايا بشكل علني مع صديقتك. أما في حالات أخرى، فقد يكون التهديد خيالياً ويعكس قضايا شخصية أو انعدام الأمان، وفي هذه الحالة، غالباً ما يكون من الأفضل التعامل مع هذه المشاعر بمفردك والعمل على تحسينها.
التحكم بعواطفك
يمكن أن يؤدي التصرف بناءً على مشاعر الغيرة إلى قول أو فعل أشياء قد تضر بصداقتك. عندما تكون مشاعرك مكثفة، قد تندفعين لتقولين أو تفعلين أمورًا مؤلمة. لذا من الضروري أن تتعلمي كيفية تهدئة نفسك.
إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التخفيف من حدة مشاعر الغيرة، سواء كان الهدف هو التفاعل مع صديقتك بطريقة هادئة أو التعامل مع مشاعرك بنفسك:
- خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا وتخيلي نفسك تتخلصين من التوتر مع كل زفير.
- استخدمي حواسك الخمس لتوجيه انتباهك إلى محيطك.
- سجلي أفكارك ومشاعرك في دفتر يومياتك أو تحدثي مع شخص تثقين به لتفريغ مشاعرك.
- امنحي نفسك بعض الوقت والمساحة للسماح للمشاعر بالتلاشي قبل التواصل مع صديقتك أو رؤيتها.
التغلب على الغيرة من وجهة نظر علم النفس
المعالجة النفسية أورانيا ضاهر تتناول موضوع الغيرة بين الصديقات من منظور نفسي، حيث تشير إلى أهمية فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور. تقول أنه من الضروري طرح أسئلة مثل: لماذا أشعر بالغيرة على صديقتي؟ هل هو شعور بالنقص، أو لأنني أجد في صداقتها الأمان الذي لا أستطيع العثور عليه في علاقات أخرى؟ وهل هناك حب استملاك يجعلني أريدها فقط لي؟
وبعد التعرف على الأسباب، تنصح ضاهر بمصارحة النفس ومراجعة المشاعر التي تتسبب في الغيرة، مثل عدم الثقة بالنفس أو الخوف من فقدان مكانة الصديقة أو حتى التفضيل لصديقة أخرى.
التحدث بصراحة مع الصديقة يعتبر خطوة مهمة في حل المشكلة، على أن يتم ذلك بحذر، بحيث لا تؤدي الكلمات إلى الإضرار بالعلاقة أو فقدان الصداقة. كما تؤكد ضاهر على ضرورة حماية الثقة بين الصديقتين، مثل أي علاقة أخرى، من خلال بناء أسس متينة والحديث بعقلانية.
وأخيرًا، توضح ضاهر أن الشعور بالغيرة نابع من داخل الشخص نفسه، ولا علاقة له بشخصية الصديقة. ولذلك، من الضروري أن يتعرف الشخص على دوافع غيرته، ويفكر في كيفية تعزيز ثقته بنفسه وأيضا في كيفية استعادة هذه الثقة بصدق مع نفسه ومع صديقه.
