كيف تتجنب التوقعات غير الواقعية عن الزواج؟

يقوم العديد من الأزواج بوضع توقعات مثالية عن الحياة الزوجية، مما يؤدي بهم إلى الشعور بخيبة أمل وتوتر عندما لا تتوافق هذه التوقعات مع الواقع. فهم غالباً لا يدركون أن الزواج السعيد لا يتحقق من خلال الأحلام المثالية وغير الواقعية، وأن الحياة الزوجية ليست مجرد شهر عسل مستمر، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب تخطيطًا جيدًا. في هذا السياق، يمكن التعرف على كيفية تجنب التوقعات غير الواقعية عن الزواج.
جدول المحتويات
متى تظهر خطورة التوقعات المستقبلية على الحياة الزوجية؟

تقول خبيرة العلاقات الأسرية، سلمي حمادة، إنه عند دخول أي زوجين إلى الحياة الزوجية، غالباً ما يحملان معهما الكثير من التوقعات غير الواقعية والمعلومات المغلوطة والصور المثالية عن الزواج، والتي تكون مستوحاة من أفلام السينما، الروايات، أو حتى تجارب الآخرين الخاطئة. وعندما يحدث الاحتكاك بين الطرفين، ويصطدم الخيال بالواقع، تظهر نتائج تلك التوقعات. فالتوقعات الخيالية المرتفعة تشكل تحديًا سلبيًا كبيرًا على العلاقة الزوجية، وقد تؤدي إلى خيبة أمل وإحباط، وتولد عدم رضا وتوترًا وسوء فهم وصراعات بين الزوجين، وقد تسرع في فشل الحياة الزوجية بالكامل.
نصائح لتجنب التوقعات غير الواقعية في الحياة الزوجية
جمع المعلومات الصادقة
في مرحلة التعارف وقبل الدخول في الخطوبة، يجب بذل جهد كبير لجمع الكثير من الحقائق والمعلومات الدقيقة والصحيحة عن الطرف الآخر قبل اتخاذ خطوة الزواج. فإن اللقاء المباشر بين الطرفين سيؤدي إلى إزالة أقنعة التجمُّل وكشف تفاصيل أعمق عن كل طرف، مما يقلل من التوقعات غير الواقعية ويحد من الصدام مع الواقع، وبالتالي يقلل من فرص فشل الزواج.
فهم الشريكين لبعضهما
الزواج الناجح لا يتحقق من خلال الأحلام الوردية غير الواقعية، بل من خلال التقارب بين الطرفين والجهود المستمرة لفهم كل شريك للآخر. يجب على الطرفين التحدث معًا بوضوح عن توقعاتهما منذ بداية العلاقة وتقويمها، لتصبح تلك التوقعات واقعية، يتم الاعتراف بها والعمل على تحقيقها. بالإضافة إلى أهمية بناء علاقة قائمة على التفاهم بدلاً من الخيال. فكل من الزوجين يجب أن يبذل جهدًا مستمرًا لفهم الآخر، لأن الأشخاص قد يتغيرون مع مرور الوقت، ويجب مواكبة هذه التغيرات.
التقييم ووضع الأهداف
من الضروري إعادة تقييم التوقعات غير المنطقية وتعديلها لتتواكب مع الواقع، من خلال النقاش الجاد والتواصل الفعَّال حول تلك التوقعات. فذلك يتيح وضع أهداف مشتركة وواقعية يمكن تحقيقها على أرض الواقع. كما يساعد الشريكين على جعل العلاقة أكثر توازنًا وتفاهمًا، مما يقلل من فرص المشاحنات والخلافات بينهما، ويعزز الرضا المتبادل في الحياة الزوجية.
التعامل مع التحديات بحكمة

يواجه العديد من الأزواج تحديات سلبية قد تؤدي إلى الطلاق إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وذكاء، وإذا لم يتم التركيز على حل المشكلات منذ بدايتها. فبدون ذلك، لن تكون بيئة العلاقة الزوجية منضبطة. لذلك، يجب على الزوجين أن ينظرا إلى بعضهما البعض كشريكين في رحلة الحياة، مع تقبل العيوب والأخطاء بينهما، حتى يتمكنا من تحقيق السعادة معًا دون أي إزعاج أو توتر.
خفض سقف التوقعات
يُعد خفض سقف التوقعات بين الأزواج أحد الأسباب الرئيسية لنجاح واستمرارية الزواج. فالاختلاف بين ما نتوقعه وما يحدث يكون غالبًا كبيرًا، مما يؤدي إلى فشل العلاقات وتبدل المشاعر، وقد ينتهي الحب بسبب ذلك. لا تصنع التوقعات المثالية زواجًا مثاليًا، فالإنسان يكون ضحية لتوقعاته غير الواقعية، والمبالغة في التوقعات قد تكون مدمرة للحياة الزوجية. لذلك، من الضروري التعامل مع أمنياتنا بواقعية لنعزز فرص نجاح الزواج.
كسر قيد التوقعات
كلما ارتفع سقف التوقعات، زاد الشعور بالإحباط وكثرت المشكلات، وأصبحت العلاقة مهددة بالفشل، لأننا لم نتمكن من كسر قيود توقعاتنا ورؤية علاقتنا كما هي، بحسناتها وسيئاتها، بما نحبه وما نكرهه. لا يمكنك أن تجبري شريكك على أن يكون كما تحبين أو كما تريدين أن يكون. فارتفاع توقعاتك تجاه شريكك غالبًا ما يكون بداية لانتهاء العلاقة. لذلك، من المهم تحرير عقلك من خيالاته وتوقعاته غير الواقعية.
الصداقة بين الشريكين
من الضروري بناء علاقة صداقة قوية بين الزوجين تقوم على رابطة تشاركية، حيث يمكن لكل منهما التعبير عن مشاعره، ومشاركة أحزانه وأفراحه. هذا الشعور يوفر بيئة آمنة للتعبير عن الذات. فالصداقة تقتضي الصراحة وعدم التظاهر بشيء آخر بهدف إثارة إعجاب الزوج. هذه الصداقة تعزز القدرة على التكيف مع التغيرات التي قد تطرأ على شخصيتكما مع مرور الوقت، كما تساعد على استمرارية العلاقة واستثمارها بشكل إيجابي.
تصحيع المعلومات المغلوطة
الزواج السعيد لا يتحقق من خلال التوقعات غير الواقعية أو ما يُسمى بالتوقعات المثالية، بل يتحقق من خلال العمل المشترك، والصداقة العميقة، والتفاهم المتبادل. فالزواج مسؤولية، و التزام، واختلاف. إنه تضحية يقدمها الزوج أحيانًا، وتقدمها الزوجة أحيانًا أخرى. لذا، من الضروري أن نتجنب التأثر بالصورة المثالية التي تعرضها مواقع التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات، والتي غالبًا ما تروج لصورة مغلوطة ومعلومات مضللة عن الواقع.