شباب وبنات

أصعب التحديات التي يواجهها الشباب في الجامعة وكيفية التغلب عليها من تجارب شخصية

تعد الحياة الجامعية مرحلة جديدة تمامًا تتطلب التكيف والتغيير، ورغم أنها مليئة بالفرص والتجارب التي تسهم في النمو الشخصي والأكاديمي، إلا أنها أيضًا قد تكون مليئة بالتحديات والصعوبات.

يعاني الكثير من الطلاب من مشكلات متنوعة، بدءًا من التكيف مع البيئة الجديدة وإدارة الوقت، وصولًا إلى بناء العلاقات الاجتماعية والتعامل مع الضغوط المالية.

في هذا المقال، سأشارك معكم بعضًا من أصعب التحديات التي يواجهها العديد من الشباب في الجامعة، بالإضافة إلى كيفية التغلب عليها، بناءً على تجارب شخصية ونصائح مستفادة من خبراء التعليم الجامعي.

تحديات المرحلة الجامعية

هناك مجموعة من التحديات التي عادة ما يشترك فيها طلاب المرحلة الجامعية سواء الذين اختاروا جامعات محلية أو دولية.

الشعور بالغربة

الشعور بالغربة لا يقتصر على الطلاب الذين يدرسون في الخارج، بل قد يحدث حتى لأولئك الذين يدرسون في جامعات داخل وطنهم، ولكنهم يبتعدون عن مناطق راحتهم المعتادة. تتحدث منة، وهي طالبة في جامعة القاهرة من الإسكندرية، عن تجربتها قائلة: “أول تحدي واجهته عندما التحقت بالجامعة كان شعور الغربة، خاصة بسبب ابتعادي عن عائلتي وأصدقائي. على الرغم من حماسي لهذه الرحلة الجديدة، وجدت نفسي أفتقد أجواء المنزل والراحة التي كنت أتمتع بها. لم يكن الأمر سهلاً في البداية؛ فقد كنت أشعر بالعزلة في بيئة جديدة ومختلفة كلياً عن ما اعتدت عليه”.

طالبة جامعية تكتشف المرحلة الجديدة بمساعدة أستاذها -المصدر freepik
طالبة جامعية تكتشف المرحلة الجديدة بمساعدة أستاذها -المصدر freepik

كيف تتغلب على الغربة؟

بحسب تجربة منة، تمكنت من التغلب على هذا التحدي بطرق عملية وفعالة، حيث قالت: “كنت حريصة على البقاء على اتصال دائم بعائلتي وأصدقائي عبر المكالمات الهاتفية والفيديو، مما ساعدني في الشعور بالقرب منهم رغم المسافة. كما قمت بتحويل غرفتي في السكن الجامعي إلى مكان يشعرني بالراحة عن طريق إضافة لمسات شخصية مثل الصور والأشياء التي تذكرني بالمنزل”. وأضافت: “انضممت إلى الأنشطة الطلابية وتعرفت إلى طلاب آخرين، مما ساعدني في تكوين صداقات جديدة وساهم بشكل كبير في تسريع تأقلمي مع الحياة الجامعية”.

أقرأ أيضا:  طرق التغلب على الشعور بالوحدة والعزلة في مرحلة الشباب

الانتقال من المدرسة إلى الجامعة

تواجه لمياء، كما الكثير من الطلاب، تحديات كبيرة في الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الحياة الجامعية. حيث قالت: “في المدرسة، كان هناك نظام واضح للمتابعة والواجبات، لكن في الجامعة، أصبحت المسؤولية بالكامل على عاتقي. كان عليَّ تنظيم وقتي، ومتابعة المحاضرات، وإدارة جدول دراستي بنفسي من دون رقابة مباشرة من الأساتذة”. وأضافت: “كانت هذه التغييرات مربكة في البداية، لكنني تعلمت كيف أضع خطة للدراسة وتنظيم وقتي بشكل أفضل، كما بدأت أستخدم تطبيقات لإدارة الوقت وتحديد أولويات المهام، مما سهل عليَّ التعامل مع هذا التحدي”.

كيف تغلبت على هذا التحدي؟

تضيف لمياء: “انضممت إلى مجموعات دراسية مع زملائي؛ ما ساعدني على فهم المواد بشكل أفضل والاستعداد للامتحانات. حضرت ورش العمل التي تقدمها الجامعة حول مهارات الدراسة، مثل كيفية تدوين الملاحظات بفاعلية وإدارة الوقت. كما حرصت على بناء علاقة جيدة مع الأساتذة، حيث كانوا دائماً متاحين للمساعدة والإرشاد عندما كنت أواجه صعوبة في أي مادة”. وتوضح: “تلك المبادرات جعلتني أشعر بمزيد من الثقة في قدرتي على التعامل مع متطلبات الجامعة، وساعدتني على تحسين أدائي الأكاديمي بشكل كبير”.

تغيير أساليب الدراسة

ويضيف إسلام: “كنت أواجه صعوبة في تنظيم الوقت بين الدراسة والأنشطة الأخرى، وكان من الصعب عليَّ التكيف مع حجم المواد الدراسية الكبير. بدأت أبحث عن طرق أكثر فعالية للمذاكرة، مثل تقسيم المواد إلى أجزاء صغيرة، وتحديد أوقات معينة للمراجعة، واستخدام تقنيات مثل الخرائط الذهنية والملاحظات التفاعلية”.

ويستكمل: “كما أنني تعلمت أهمية أخذ فترات راحة خلال الدراسة لتجنب الإرهاق، وبحثت عن أساليب المذاكرة التي تعتمد على الفهم بدلاً من الحفظ فقط، وهو ما ساعدني على التكيف مع أسلوب الدراسة الجامعية بشكل أسرع”.

كيف تحسن أسلوبك في الدراسة؟

ويتابع إسلام قائلاً: “وجدت أن الاستفادة من المصادر الإلكترونية كانت مفتاحًا مهمًا في تحسين فهمي للمادة، وخاصة في المواضيع التي كانت تبدو معقدة في البداية. كما أنني بدأت في الانضمام إلى مجموعات دراسية عبر الإنترنت، حيث يمكننا تبادل المعلومات والنقاش حول المواضيع المختلفة، مما ساعدني على تحفيز نفسي وزيادة قدرتي على التركيز”.

أقرأ أيضا:  أهمية السفر والتجارب الجديدة في بناء الشخصية

ويختتم إسلام حديثه قائلاً: “أهم شيء تعلمته هو أنه من الضروري التكيف مع الأساليب الجديدة في الدراسة بشكل سريع، وأن الاستمرار في المحاولة والتحسين سيؤدي إلى نتائج أفضل في النهاية. التجربة الجامعية مليئة بالتحديات، ولكن مع التنظيم الصحيح، يمكن تجاوزها بنجاح”.

إدارة الوقت

يضيف صلاح: “في البداية، كنت أجد صعوبة كبيرة في تحديد أولويات وقتي. كنت أجد نفسي أحياناً مفرطاً في الأنشطة الاجتماعية أو متابعة الأنشطة الجامعية، ما يؤثر على تحصيلي الأكاديمي. كنت أشعر بالإرهاق بسبب كثرة المهام التي يجب عليّ القيام بها في وقت قصير”.

ويواصل صلاح قائلاً: “لحل هذه المشكلة، قررت أن أبدأ بتقسيم وقتي بشكل أكثر تنظيماً. استخدمت تقنيات مثل تحديد المهام اليومية والأسبوعية، وإنشاء جدول زمني يخصص وقتاً لكل شيء. أصبح لدي وقت محدد للدراسة، وقت للأنشطة الجامعية، وأيضاً وقت للاستراحة واللقاء مع الأصدقاء”.

ويضيف: “كما تعلمت أن أقول لا في بعض الأحيان لأشياء قد تشتت انتباهي أو تأخذ وقتاً كبيراً دون فائدة. التركيز على الأهم ثم المهم جعلني أكثر إنتاجية ونجاحاً في التوفيق بين جميع جوانب حياتي الجامعية”.

ويختم صلاح حديثه قائلاً: “إدارة الوقت ليست سهلة في البداية، ولكن مع الوقت والتدريب تصبح عادة أساسية في الحياة الجامعية. كلما تعلمت كيفية إدارة وقتي، أصبحت الحياة الجامعية أكثر توازناً وأقل ضغطاً”.

الطلاب الجامعيون يواجهون مشكلة في التكيف -المصدر freepik
الطلاب الجامعيون يواجهون مشكلة في التكيف -المصدر freepik

يضيف صلاح: “كانت تطبيقات تنظيم الوقت مثل Google Calendar بمثابة أداة قوية لتحسين إنتاجيتي. أصبحت قادرًا على تحديد المواعيد بدقة، سواء كانت محاضرات، أو جلسات دراسة، أو حتى أنشطة اجتماعية. كان من السهل عليَّ تخصيص وقت كافٍ لكل نشاط ومتابعة تقدم مهامي اليومية”.

ويواصل قائلاً: “أحد أهم الأشياء التي تعلمتها هو تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وقابلة للتنفيذ. بدلاً من التفكير في مهمة ضخمة ككل، كنت أضع أهدافًا يومية صغيرة وأعمل على إنجازها خطوة بخطوة. هذا ساعدني على تجنب الشعور بالإرهاق والتأكد من أنني أحقق تقدماً مستمراً”.

أقرأ أيضا:  المهارات التي يحتاجها الشباب للنجاح في الحياة

ويختم صلاح: “أصبح لدي الآن نظام متوازن بين الدراسة والأنشطة الاجتماعية والراحة. الصعوبة تكمن في بداية التعود على هذه الأساليب، ولكن مع الوقت أصبح من السهل التكيف، وأصبح لدي الآن سيطرة أكبر على حياتي الجامعية”.

إدارة الميزانية الشخصية

تتابع سارة قائلة: “العمل بدوام جزئي كان تحدياً كبيراً في البداية، ولكن مع مرور الوقت، تعلمت كيفية التوازن بين الدراسة والعمل. كان من الضروري تخصيص وقت محدد للعمل، بحيث لا يؤثر ذلك على أدائي الأكاديمي”. وأضافت: “العمل لا يمنحني فقط دخلاً إضافياً، بل ساعدني أيضاً في اكتساب مهارات جديدة في إدارة الوقت والقدرة على تحمل المسؤولية”.

وفيما يتعلق بالميزانية، تقول سارة: “كنت حريصة على تتبع النفقات بشكل دوري باستخدام تطبيقات الموازنة الشخصية مثل Mint أو Spendee، مما ساعدني على معرفة أين يذهب المال بشكل دقيق وتحديد المجالات التي يمكنني تقليص الإنفاق فيها”. وأكدت: “أصبحت أكثر وعيًا بأهمية الادخار وتنظيم النفقات، وهو ما ساعدني على التكيف مع الحياة الجامعية بشكل أفضل”.

وفي النهاية، تعتبر سارة أن الإدارة المالية لم تكن مجرد مسألة مصروفات ودخل فقط، بل كانت أيضاً تجربة تعليمية قيّمة ساعدتها في نمو شخصي أكثر استقلالية وثقة.

بناء العلاقات والصداقات

تضيف مي: “في البداية، كانت تلك الخطوات تبدو صعبة جدًا بالنسبة لي. كنت أواجه مخاوف كبيرة من الرفض أو الشعور بعدم الانتماء، لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن الجميع في الجامعة كان يسعى للتواصل وبناء علاقات جديدة، مما جعلني أشعر بالراحة أكثر”.

وتكمل مي: “كنت حريصة على الانضمام إلى الأنشطة التي تناسب اهتماماتي، مثل الأندية الثقافية أو الفرق الرياضية. تلك الأنشطة لم تساعدني فقط في تكوين صداقات جديدة، بل منحتني أيضًا الفرصة لاكتساب مهارات اجتماعية جديدة”.

وتختتم مي بالقول: “أدركت أن بناء العلاقات يحتاج إلى الصبر والتفهم، وأنه ليس من الضروري أن أكون مثالية في البداية. الشيء الأهم هو أن أكون صادقة مع نفسي ومع الآخرين، وأن أظهر دائمًا الاحترام والتقدير لزملائي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى